كيف أتواصل مع طفلي الأول؟
بصفتك أب/أم للمرة الأولى، ربما تكون دائم التساؤل؛ متى يتطور هديل ومناغاة الطفل إلى كلماتٍ واضحة، يمكن من خلالها فهمه وتبادل التواصل معه.
على الرغم من ذلك فالأمر يتطلب منك مزيد من الصبر، لأن الأطفال في المعتاد يبدءون بنطق بعض الكلمات في عمر أحد عشر شهرًا فما فوق، فبحسب العديد من الدراسات، عند هذا العمر تبدأ الشفاة واللسان في اكتساب المهارات والضوابط اللازمة لتكوين الكلام، كما يبدأ العقل في مطابقة الأشياء مع أسمائها الصحيحة.
ومن المعروف أن العمر الذي يصل فيه الرضيع إلى مرحلة بداية النطق قد يختلف من طفلٍ لآخر، فإذا كنت ترغب أن يصل طفلك إلى تلك المرحلة بشكلٍ أسرع، فعليك أن تبذل بعض الجهد لمساعدته على القيام بذلك، ومن المؤكد أن هناك بعض الأمور التي سوف تساعد طفلك على النطق مبكرًا عند قيامك بها بالشكل الأمثل.
كيف يتواصل الطفل الرضيع؟
يكتسب الطفل القدرة على التواصل يومًا بعد يوم، ففي كل مرة يبكي فيها، فهو يريد توصيل رسالةٍ ما، أو يرغب في التعبير عن احتياجه لشيءٍ معين كالرضاعة أو النوم، أو حتى يشتكي من أمرٍ يؤرقه كالتبلل أو آلام البطن، لذا فإن استجابتك الجيدة لرسالة طفلك المقصودة من خلال البكاء، ستجعله يشعر بالارتياح، والسعادة، لأنه نجح في التواصل، وإيصال الرسالة، وبالتأكيد فإن ذلك سيتحقق من خلال الملاحظة الجيدة لنمط بكاء الطفل، فعلى الأرجح سيحتلف المدلول باختلاف طريقة البكاء.
ستكون طريقة تفاعل الأبوين مع بكاء وصراخ الرضيع هي الخطوة الأولى في طريق مساعدته على النطق.
بداية من عمر شهرين، يكون الطفل قادرًا على التفاعل والرد على إشاراتك، وبالإضافة لذلك فإن تحدثك لطفلك بطريقة تنغيم وتلحين الكلام، سيجعله منشغلًا، وسيدربه على تفسير الكلمات والجمل، وهذا هو سبب قيام الطفل بالنظر إليك حين تكلمه، كما يقوم بإصدار بعض الأصوات الهادئة تعبيرًا عن الاستجابة.
عندما يصل طفلك الصغير إلى عمر ستة أشهر، سوف يبدأ بالتمتمة بكلماتٍ غير مفهومة، في البداية سوف يستخدم حروف المد فقط (آآآآآ ... إييييييي ... أووووو)، ومع الوقت سيبدأ بإدراج بعض الحروف الساكنة، وبمرور شهر أو شهرين، سيحاول تقليد كلمات الأب والأم.
كيف تشجع طفلك على الكلام؟
يجب عليك القيام بمطابقة الأشياء المختلفة مع الأسماء الصحيحة أمام طفلك، كلما كان ذلك ممكنًا، فمثلًا في وقت الطعام عرِّفه بأسماء الطبق، الملعقة، الشوكة ... وهكذا.
ومن الجيد أيضًا أن تكون طفوليًا، وتبدأ في القيام ببعض الألعاب التي تدَّعي فيها بأنك تخضه، مع ترديد كلمةٍ محددة مثل (أمسكت بك).
حاول أن تقرأ أمام طفلك، في الغالب هو لن يفهم ما تقرأه، ولكن تلك العملية ستساعد على تحفيز حواسه، وربما تجعله يحب الكتب والقراءة عندما يكبر قليلًا.
ومن أفضل الطرق التي تحفز الطفل على الكلام هي الرد بكلماتٍ معينة عندما يقوم الطفل بالتمتمة بكلمات غير مفهومة، فعلى سبيل المثال عندما ينطق الطفل (ببه ببه) قم بالرد عليه (دده دده)، وتذكر بأنه يجب عليك التوقف قليلًا، وإتاحة الفرصة للصغير بأن يتمتم بكلماته غير المفهومة؛ فتوقفك لوهلة، ثم عودتك لمجاراته مرةً أخرى، سيجعله يعتاد على نمط المحادثة الحقيقي.
يبقى استخدام أغاني الأطفال وترديدها أمام الطفل من أفضل الوسائل لإدخال مجموعة كبيرة من الكلمات إلى عقله، لأن الأطفال بطبيعتهم يحبون الغناء، ويستجيبون له.
من المؤكد أن سماع أول كلمة ينطق بها طفلك، سوف تكون لحظة لا تُنسى، ولكن عليك أن تكون صبورًا، وتذكر أن معدلات التطور في هذا الأمر تتباين من طفلٍ لآخر، كما أن التكلم مبكرًا أو متأخرًا لن يكون له في الغالب تأثير على مهارات التواصل عند الطفل حين يكبر.
وتذكر دائمًا بأنك كلما تحدثت كثيرًا مع طفلك، كلما تعلَّم المزيد.