فوائد التمارين الرياضية خلال فترة الحمل
يُعد وصف الدواء للحوامل عمليةً معقدة، وقبل أن يقرر أطباء النساء والتوليد الجرعة الدوائية التي يمكن أن تساعد في علاج الحالة على الوجه الأمثل؛ فإنهم يضعون في الاعتبار عمر الحامل، والحالة الصحية العامة، وعدد الأشهر المتبقية على الولادة، ومدى تحمل الأدوية، بالإضافة إلى التأكد إذا كانت المرأة الحامل تتناول أدويةً أخرى في نفس الوقت أم لا.
وكما يبدو الأمر شديد التعقيد عند وصف الأدوية العلاجية للحامل، فكذلك يجب أن يكون وصف ممارسة التمارين الرياضية للحوامل علميًا ودقيقًا، من حيث نوع ونمط التمرين، ومدته، وطريقة تكراره، فالتمرين الصحي بالنسبة لشخصٍ ما، قد يكون خطيرًا لشخصٍ آخر، وبالطبع فإن تلك المخاطر تكون أكبر في حالة النساء الحوامل، لإنهن أكثر عرضة للإصابات والآثار الجانبية، ومع ذلك فالقيام بالتمارين بالطريقة الطبيعية والصحيحة سيكون له تأثيرٌ إيجابي على الحالة العامة للحمل وعملية المخاض والولادة.
إن تقديم الرعاية الجيدة للأم أثناء الحمل سيجعلها أكثر استعدادًا للولادة الطبيعية، وسيزيد من فرص ولادة طفل بصحةٍ جيدة، لذا فمن الضروري أن تتجنب الحامل القيام بأعمالٍ شاقة، ولكن في الوقت ذاته لا يجب أن تكون مستلقية في السرير طوال الوقت، وفي حالة خمول دائم حتى موعد الولادة.
تختلف حالة المرأة الحامل باختلاف مراحل نمو الجنين داخل رحمها، لذا فإن اتباع نمط حياة صحي ورياضي خلال فترة الحمل ينعكس إيجابًا على صحة الأم، وبالتبعية على صحة الجنين.
الحالة البدنية، كقياس الوزن، وضغط الدم، تكون أول ما يتم رصده خلال زيارات المتابعة الدورية التي تقوم بها الحامل لأخصائي الناس والتوليد، خلال فترة الحمل، ومن هنا نستطيع أن نلاحظ مدى أهمية ممارسة التمارين الرياضية خلال فترة الحمل، فتلك التمارين قد تكون العامل الأهم في الحفاظ على الحالة البدنية للحامل.
يؤكد خبراء الصحة دائمًا على حاجة المرأة الحامل لرعاية صحية وعاطفية جيدة، لتكون مستعدة بشكلٍ جيدٍ للولادة، ولتحافظ على صحتها وصحة المولود، لذلك على كل من تنتظر مولودها أن تعي ضروروة الانخراط في بعض التمارين المعتدلة خلال فترة الحمل.
إليكم بعض الفوائد التي تجعل ممارسة الحامل للتمارين الرياضية أمرًا ضروريًا:
مقاومة التعب والإرهاق
عندما تتعب العضلات، تنتج قوة أقل، وبالتالي يصبح إنجاز المهام مثل تسلق السلالم، والقيام بالأعمال المنزلية المعتادة، أمرًا شاقًا، نظرًا لعدم توافر القوة الكافية.
بما أن العضلات المتعبة تكون أقل كفاءة وفاعلية، فإن هذا سيضع المزيد من الضغط على المرأة الحامل، بسبب وزنها الذي يزيد باستمرار طوال فترة الحمل، فالعضلات المتعبة تؤدي إلى تقلصات في الساق، والتهابات في المفاصل والعضلات.
ما يجب أن تدركه كل امرأة حامل هو أن التمرين يحسن حالة العضلات، ويرفع من قدرتها على العمل لفتراتٍ أطول دون تعب.
الحد من آلام الظهر
حتى عندما تقف أو تجلس، فإن بعض عضلات الجسم تعمل، وقد تكون تلك المواقف سهلة نسبيًا إلا أنها قد تفرض الضغط على بعض العضلات وتسبب التعب، فعلى سبيل المثال من الممكن أن تصاب عضلات أسفل الظهر بالإرهاق الشديد والتهالك، عندما تقف المرأة الحامل لعدة ساعات.
مع ممارسة التمارين، يمكن للمرأة الحامل تقوية عضلات الظهر، وتطوير وضعيتها أثناء الوقوف، والجلوس، والقيام بالحركات المختلفة.
زيادة كمية الأكسجين
تعتمد التمارين الرياضية على الجليكوجين Glycogen ، وهي مادة ينتجها الجسم من الكربوهيدرات المعقدة، والكبد، والعضلات المخزنة، ولذلك فإن مستوى توريد الجلوكوجين في العضلات هو الذي يحدد مدة التمرين.
ومع ذلك، فعندما يتم استنفاذ الجليكوجين من خلال نشاط شاق، يتم استبداله بكمياتٍ أكبر من ذي قبل، فالجسم يدرك في ذلك الوقت مدى الحاجة لضخ كميات أكبر.
مع قيام خلايا الجسم بإنتاج كميات أكبر من الطاقة نتيجة لبذل المجهود خلال التمارين، فإن ذلك يؤدي إلى استخدام كميات أكبر من الأكسجين، وتحسين وظائف الرئة، وتعزيز القدرة على التحمل.
النوم الجيد
تساعد التمارين الرياضية على تقليل مشاكل النوم عند المرأة الحامل، وتساهم في نوم أكثر راحة، فالنشاط البدني الذي يحدث خلال ممارسة التمارين يزيد من وقت النوم العميق، وهي أكثر مراحل النوم فائدة للجسد، حيث يساهم النوم العميق في تعزيز مناعة الجسم، ودعم صحة القلب، والحد من القلق والتوتر.
وبالإضافة إلى تحسين جودة النوم، فالتمارين الرياضية تساعد أيضًا في زيادة مدته، وذلك يعد أمرًا هامًا للمرأة الحامل، كما أن ممارسة التمارين بانتظام سوف تساهم في تحسين الحالة المزاجية.
هذه ليست سوى بعض الفوائد العديدة التي يمكن أن تمنحها الرياضة للنساء الحوامل، لذا فممارسة بعض التمارين المعتدلة خلال فترة الحمل سيكون مفيدًا بلا شك، ولكن سواء كنتِ حاملًا أم لا، فمن الأفضل استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في ممارسة التمارين الرياضية.